Senin, 08 Juni 2009

اللهجات

حياة اللغة
تفرع اللغة إلى لهجات ولغات
الفصل الأول
مقدمة
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة, ولا يزالون مختلفين, إلا من رحم ربك. ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم, إن فى ذلك لآيات للعالمين.
أن الامة العربية تألفت أخيرا من شعبين عظيمين: القحطانيين أو (اليمانيين) والعدنانيين أو (النزاريين). وتشعب من كليهما شعوب وقبائل لها لهجات مختلفة الفروع متحدة الأصول غير أن لغة حمير من القحطانيين غلبت على أخواتها, ثم دخل فيها من اللغة العدنانية ألفاظ وأساليب إختلفت قلة وكثرة باختلاف الجهات, وعمرت حتى ظهور الإسلام.
ولكل لهجة من لهجات العرب عدا القراشية هنة أو أكثر, واشتهر من هذه الهنوات عجعجة قضاعة, وغمغمتها, وشنشنة اليمن, ووتمهم, وطمطمانية حمير, وتلتلة بهراء, وفحفحة هذيل, وعنعنة تميم, وكشكشة أسد وربيعة, ووهم كلب, ووكم ربيعة كلب, ولخلخانة الشِّحر وعمان, وقطعة طي, واستنطاء سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار.[1]
الفصل الثانى
أسباب إنتشار اللغة
ولانتشار اللغة أسباب كثيرة يرجع أهمها إلى ما يلى:
1. أن تشتبك اللغة فى صراع مع لغة أو لغات أخرى, كما حدث للاتينية فى العصور القديمة إذ تغلبت على اللغات الأصلية لإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبلاد الجول (le gaule) فرنسا وما اليها, والألب الوسطى والإليريا Illyrie فأصبحت لغة الحديث والكتابة فى منطقة واسعة فى القسم الجنوبى الغربى من أوربا. بعد أن كانت قديما مقصورة على منطقة ضيقة فى وسط إطاليا, هى منطقة اللاتيوم (Latium).
وكما حدث للغة العربية غذ تغلبت على كثير من اللغات السامية الأخرى وعلى اللغات القبطية والبربرية والكوشيتية.
2. أن ينتشر أفراد شعب ما-على أثر هجرة أو استعمار-فى مناطق جديدة بعيدة عن أوطانهم الأولى , وتتكون من سلالتهم بهذه المناطق أمة أو أمم متميز كثيرة السكان, فيتسع بذلك مدى انتشار لغتهم, وتتعدد الجماعات الناطقة بها ويكثر أفراده. والأمثلة على ذلك كثيرة فى العصور الحديثة. فقد نجم عن استعمار الإنجليزى السكسون لأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا أن انتشرت الإنجليزية فى هذه المناطق الشاسعة, فبلغ عدد الناطقين بها نحو مائتى مليون موزعين على مختلف قارات الأرض, بعد أن كانت قديما محصورة فى منطقة ضيقة من الجزر البريطانية.
3. أن يتاح لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعى فى أوطانها الأصلية نفسها, فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها فى الزيادة المطردة, وتنشط حركة العمران فى بلادها, فتكثر فيها المدن والقرى, وتتعدد الأقاليم والمناطق, فيتسع تبعا لذلك نطاق لغتها ومدى انتشارها.



الفصل الثالث
تفرع اللغات
فأما تفرع اللغة إلى اللغات إذا:
1. إختلفت اللهجات إختلافا كبيرا حتى لا يفهمها كل متكلم من اللهجات المتنوعة. كما قاله عبد الخير فى كتابه (sosiolinguistik)
Kesaling-mengertian antara anggota dari satu dialek dengan anggota dialek lain bersifat relative: bisa besar, bisa kecil atau juga bisa sangat kecil. Lalu kalau saling-mengertian itu tidak ada sama sekali, maka berarti kedua penutur dari kedua dialek yang berbeda itu bukanlah dari sebuah bahasa yang sama, melainkan dari kedua bahasa yang berbeda.[2]
2. العامل السياسى.
Secara politis, meskipun dua masyarakat tutur bisa saling mengerti karna kedua alat komunikasi verbalnya mempunyai kesamaan system dan subsitem, tetapi keduanya dianggap sebagai dua bahasa yang berbeda.[3]
مثلا : اللغة إندونيسيا واللغة ملازيا. عند علم اللغة لغة واحدة وعند السياسى لغة مختلفة.
الفصل الرابع
تفرع اللغة إلى لهجات ولغات نتيجة لازمة لسعة إنتشارها
والعامل الرئيسى فى تفرع اللغة إلى لهجات ولغات هو سعة إنتشارها. غير أن هذا العامل لا يودى إلى ذلك بشكل مباشر, بل يتيح الفرص لظهور عوامل أخرى تؤدى إلى هذه النتيجة, وباستقراء هذه العوامل فى الماضى والحاضر يظهر أن أهمها يرجع إلى الطوائف الآتية:
1. عوامل إجتماعية سياسية, تتعلق باستقلال المناطق التى إنتشرت فيها اللغة بعضها عن بعض وضعف السلطان المركزى الذى كان يجمعها ويوثق ما بينها من علاقات.
2. عوامل إجتماعية أدبية, تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق النظم الإجتماعية والعرف والتقاليد والعادات ومبلغ الثقافة ومناحى التفكير والوجدان.
3. عوامل جغرافية, تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق فى الجو وطبيعة بلاد وبيئتها وشكلها وموقعها وما إلى ذلك, وفيما يفصل كل منطقة عن غيرها من جبال وأنهار وبحار وبحيرات وهلم جرا, فلا يخفى أن هذه الفروق والفواصل طبيعية تؤدى, عاجلا أو آجلا, إلى فروق وفواصل فى اللغات.
4. عوامل شعبية, تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق فى الأجناس لفصائل الإنسانية التى ينتمون إليها والأصول التى إنحدروا منها.
5. عوامل جسمية فيزيولوجية, تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق فى التكوين الطبيعى لأعضاء النطق.
ويبدأ الخلاف بين هذه اللهجات من ناحيتين:
1. الناحية المتعلقة بالصوت, فتختلف الأصوات (الحروف) التى تتألف منها الكلمة الواحدة, وتختلف طريقة النطق تبعا لاختلاف اللهجات.
2. الناحية المتعلقة بدلالة المفردات, فتختلف معانى بعض الكلمات باختلاف الجماعات الناطقة بها.
على حين أن مسافة الخلاف بينها فى الناحيتين الصوتية والدلالية قد بلغت حدا جعل بعضها غريبا على بعض.
وأما الناحية المتعلقة بالقواعد (le grammaire) سواء فى ذلك ما يتعلق منها بالبنية (المورفولوجيا) أو ما يتعلق منها بالتنظيم (السنتكس) فلا ينالها فى المبدا كثير من التغيير: وإليك مثلا اللهجات العامية التى انشعبت عن العربية بالعراق والشام والحجاز واليمن وبلاد المغرب. فإنه لا يوجد بينها إلا فروق ضئيلة فى نظام تكوين الجملة وتغيير البنية وقواعد الإشتقاق والجمع والتأنيث والوصف والنسب والتصغير وما إلى ذلك.
ومن هذا يتبين أن اللغة لا تموت حتف أنفها, فما لم تصرعها لغة أخرى على الوجوه.
ومن ثم يظهر كذلك خطأ من يحاولون علاج تعدد اللغات بانشاء لغة عالمية (إسبيرانتو\ Esperanto) يتحدث بها الناس من مختلف الأمم والعصور. وذلك أن هذه اللغة الصنائية على فرض امكان إختراعها والزام الناس باستخدامها.
الفصل الخامس
أللهجات المحلية وصراعها بعضها مع بعض.
يترتب على القانون السابق أن تختلف اللهجات فى الأمة الواحدة تبعا لاختلاف أقاليمها وما يحيط بكل اقليم منها من ظروف وما يمتاز به أهله من خصائص. وقد جرت عادة علماء اللغة أن يطلقوا على هذا النوع من اللهجات اسم اللهجات المحلية ( dialects locaux/local dialect ). وتختلف هذه اللهجات بعضها عن بعض اختلافا كبيرا فى المساحة التى يشغلها كل منها:
1. ما يشغل مقاطعة كاملة من مقاطعات الدولة.
2. ما تضيق منطقته فلا تشمل إلا بضع قرى متقاربة.
3. ما يكون وسطا بين هذا وذاك.
وتختلف درجة التأثر باختلاف الاحوال. فأحيانا يكون يسيرا لا ينال إلا بعض مظاهر, وأحيانا يكون عميقا ينتهى بالقضاء على اللهجة المغلوبة.
فيكون يسيرا إذا لم تكن الفوارق كبيرة بين أهل المنطقتين فى الثقافة والنفوذ والسلطان. ويبدو هذا فى تأثر لهجة القرية بلهجة المدينة التى تجاورها أو يكون بها مقر المحافظة أو المركز, أو فى تأثرها بلهجة البلد الذى يتخذ مقرا لنقطة البوليس أو التى بقاء فيها السوق الأسبوعى وهلم جرا.
فالقرى المصرية التى تقلب فى لهجاتها القاف العربية جيما معطشة ( جلنا = قلنا)
فإن التأثر يكون عميقا لدرجة تصل احيانا الى القضاء على اللهجة المغلوبة , ويحدث هذا فى حالتين:
- الحالة الأولى ان تكون احدى المنطقتين خاضعة لسلطان المنطقة الأخرى, وفى هذه الحالة يكتب النصر للهجة المنطقة ذات السلطان على شريطة ان لا تقل عن المنطقة الأخرى حضارة وثقافة وآدابا.
والأمثلة على ذلك كثيرة فى التاريخ القديم والحديث. فلهجة باريس حيث مقر الحكومة والسلطان. وقد قضت على كثير من لهجات المقاطعات الفرنسية التى خضعت لنفوذ باريس. وكذلك فعلت لهجة لندنمع عدد كبير من اللهجات الإنجليزية الأخرى أو لهجة مدريد مع اللهجات الاسبانية, ولهجة روما فى العصور القديمة مع اخواتها الاطاليا, ولهجة قريش قبيل الإسلام مع اللهجات المضرية الأخرى... وهلم جرا.
- الحالة الثانية: ان احد المنطقتين الأخرى فى ثقافتها وحضارتها وآداب لغتها. وفى هذه الحالة يكتب النصر للهجتها وان لم يكن لها سلطان سياسى على المنطقة الأخرى, ولذلك اخذت اللهجة السكسونية بألمانيا تطارد اللهجات الألمانية الأخرى منذ القرن السادس عشر الميلادى, اى قبل ان تتكون الدولة الالمانية الحديثة وقبل ان تظهر غلبة بيرلين. واخذت التوسكانية Toscan باطاليا تقهر اللهجات الاطالية الأخرى منذ القرن الرابع عشر الميلادى, اى قبل ان تتكون الدولة الاطالية الحديثة وقبل ان يظهر سلطان روما. زذلك بفضل ما كان لكل من السكسونية والتوسكانية من انتاج أدبى لا يذكر بجانبه انتاج اخواتها التى اشتكت معها فى هذا الصراع.
الفصل السادس
اختلاف اللهجات فى البلد الواحد باختلاف طبقات الناس وفئاتهم
اللهجات الاجتماعية (sosiolek/Dealectes sociaux)
تنشعب احيانا لغة المحادثة فى البلد الواحد أو المنطقة الواحدة الى لهجات مختلفة تبعا لاختلاف طبقات الناس وفئاتهم, فيكون ثمة مثلا لهجة للطبقة الأرستوقراطية, وأخرى للجنود, وثالثة للبحارة, ورابعة للرياضيين, وخامسة للبرادينو والسادسة للنجارين... وهلم.
ويطلق المحدثون من علماء اللغة على هذا النوع من اللهجات اسم (اللهجات الاجتماعية) dialects sociaux تمييزا لها عن (اللهجات المحلية) dealectes locaux.
ويؤدى إلى نشأة هذه اللهجات ما يوجد بين طبقات الناس وفئاتهم من فروق فى الثقافة, ومناحى التفكير والوجدان, ومستوى المعيشة, وحياة الاسرة, والبيئة الاجتماعية, والتقاليد والعادات, وما تزاوله كل طبقة من اعمال وتضطلع به من وظائف, والآثار العميقة تتركها كل وظيفة ومهنة فى عقلية المشتغلين بها, وحاجة أفراد كل طبقة إلى دقة التعبير وانشاء مصطلحات خاصة بصدد الأمور التى يكثر ورودها فى حياتهم وتستأثر بقسط زمن انتباههم, وما يلجئون اليه من استخدام مفردات فى غير ما وضعت له أو قصرها بعض مدلولاتها للتعبير عن امور تتصل بصناعتهم واعمالهم.
فمن الواضح هذه الفوارق وما اليها من شأنها أن توجه اللهجة فى كل طبقة وجهة تختلف عن وجهتها . وقد تذهب اللهجات الاجتماعية بعيدا فى هذا الطريق, فيشتد انحرافها عن الأصل الذى انشعبت وتتسع مسافة الخلف بينها وبين اخواتها, حتى تكاد تصبح لغة متميزة مستقلة غير مفهومة الا لاهلها.
ويزداد فى العادة انحراف اللهجة الاجتماعية عن اخواتها كلما كثرت الفوارق بين الطبقة الناطقة بقية الطبقات, او كانت حياة اهلها قائمة على مبدا العزلة عن المجتمع او على اساس الخروج من قوانينه. كانت فى فرنسا لهجات الطبقات الدنيا من العمال, واللهجات السرية من المتصوفين والرهبان.
ولا تظل اللهجات الاجتماعية جامدة على حالة واحدة, بل تسير فى السبيل الارتقائى نفسه الذى تسير فيه اللهجات المحلية, فيتسع نطاقها باتساع شئون الناطقين بها ومبلغ نشاطهم, واحتكاكهم بالاجانب وباهل الطبقات الاخرى من مواطنهم, وما يخترعونه من مصطلحات ويتواضعون عليه من عبارات ويقتبسونه عن اللغات الاجنبية من مفردات وافكار, وتختلف اساليبها وطرق تركيبها باختلاف العصور وتطور الظروف الاجتماعية المحيطة بالطبقات الناطقة بها.
ولا يتميز فى العادة اللهجات الاجتماعية بعضها عن بعض تميزا واضحا الا فى المدن الكبيرة حيث يتكاثف السكان, ويزدحم الناس, وتنشط الحركة الاقتصادية, وتتنوع الوظائف, وتتعدد المهن, ويشتد النزاع بين الطبقات: كنيويورك ولندن وباريس فى العصر الحاضر, وكبغداد فى العصر العباسى.
وأهم انواع اللهجات الاجتماعية ما يسمونه (باللهجات الحرفية) profession dialects وهى اللهجات التى يتكلم بها فيما بينهم اهل الحرف المختلفة كالبرادين والنجارين والنقاشينوالصيادين والبحارة ... وهلم جرا.
هذا وقد خيل الى بعض علماء (الاتنوجرافيا) أن اللهجات الاجتماعية لا تنشأ من تلقاء نفسها, بل تخلق خلقا, وتبتدع بالتواضع والاتفاق بين افراد الطبقة الواحدة, وترتجل الفاظها ومصطلحاتها ارتجالا. وقد تابعهم فى هذا الرأى بعض القدامى من علماء اللغة.
وليس لهذه النظرية اى سند عقلى او تاريخى. بل ان ما تقرره ليتعارض مع النواميس العامة التى تسير عليها النظم الاجتماعية. فعهدنا بهذه النظم انها لا ترتجل ارتجالا ولا تخلق خلقا, بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها.
والحق أن (اللهجات الاجتماعية) لا تختلف فى نشأتها عن (اللهجات المحلية). أن السبب الرئيسى لنشأة (اللهجات المحلية) يرجع الى اختلاف الأقاليم وما يحيط بكل اقليم من ظروف وما يمتاز به اهله من خصائص, على حين أن السبب الرئيسى فى نشاة (اللهجات الاجتماعية) يرجع الى اختلاف طبقات الناس فى القليم الواحد وما يكتنف كل طبقة منها من شئون وما يفصلها بعضها عن بعض من مميزات فى شتى مظاهر الحياة.
الفصل السابع
اختلاف لهجة الرجال عن لهجة النساء
قد يحدث فى بعض الشعوب التى يقل فيها اختلاط الرجال بالنساء, وتحت تأثير نظم دينية او تقاليد اجتماعية, ان تختلف لهجة الرجال عن لهجة النساء اختلافا يسيرا او كبيرا.
وليست هذه اللهجات فى الواقع الا نوعا من انواع (اللهجات الاجتماعية) التى تقدم الكلام عنها فى الفقرة السابقة.
المجموع
وتفرعت اللغات إلى لهجات تالية:
1. اللهجة المحلية\ الشخصية (idiolek ) عند هذا المبدأ أن لكل شخص تفرع لغتها, تحتوى على: نوع الأصوات, إختيار الألفاظ, أسلوب اللغة وهلم جرا.
2. اللهجة ( dialek) تفرع اللغة على فئة المتكلمين بعدد معينة. التى تحيطها المنطقة وجغرافى والشعبى وما إلى ذلك.
3. اللهجة الزمنية ( kronolek) والمراد بها تفرع اللغة تستعملها فئة الإجتماعية على عصر معين من العصور.
4. اللهجة الإجتماعية ( sosiolek) ( dialectes sociaux). تنشعب أحيانا لغة المحادثة فى البلد الواحد أو المنطقة الواحدة إلى لهجات مختلفة تبعا لاختلاف طبقات الناس وفئاتهم: فيكون ثمة مثلا لهجة للطبقة الأرستوقراطية, وأخرى للجنود, وثالثة للبحارة, ورابعة للرياضيين... وهلم جرا.

1أحمد الاشكندرى. الوسيط. ص. 14
[2] Abdul chaer: Sosiolunguistik Perkenalan Awal (PT. Rineka cipta) hal. 63.
[3] Opcit. Hal. 64

Tidak ada komentar:

Posting Komentar